اقتصاد الكرامة: جمعيات الشراء المشترك

يطرح اقتصاد الكرامة خطط عمل على المواطنين السوريين، تسهل عليهم من خلالها الالتزام بالإضراب من جهة، وتوفر لهم القدرة على مقاومة الضغط المادي الحرج الذي يتعرضون له جرّاء الظرف الاقتصادي الذي تمر به البلاد بشكل عام من جهة أخرى.

ولابد أن فكرة جمعيات الشراء المشترك هي أحد أهم تلك الأفكار التي ستساعد السوريبن على تطبيق عقوباتهم الاقتصادية على النّظام، هذه العقوبات التي سيكون لها الأثر الأنجع، والفعل الأكبر من أي عقوبة اقتصادية تطال النظام من الخارج.

تدعو فكرة جمعيات الشراء المشترك إلى تنسيق وتوحيد جهود أهالي البناء الواحد أو الحي ليقوموا بإنشاء مخازن تحوي السلع والمواد الأولية الأساسية الغذائية أو مواد الاسعاف الاولية أو مواد التنظيف الضرورية و الوقود وغيرها، وتخزينها استعداداً لأي طارئ قد يحصل في الفترات القادمة.

تقوم جمعية الشراء بتجميع الأموال من المشاركين في الجمعية، كما تستطيع أن تتلقى دعماً مادياً أو عينياً خارجياً من قبل المغتربين أو ميسوري الحال، سواء عن طريق التبرعات أو عن طريق قروض من دون فائدة.

الجهد المشترك المنصب على جمعيات الشراء يضمن مبدأ التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، ويساعد على تغطية احتياجات العائلات ذات الدخل المادي المتدني لأن كلّ مشارك في الجمعية سيدفع حسب مقدرته المادية بينما يتم تقسيم المواد بحسب حاجة كل عائلة، كما أن مساعدات المغتربين ستصل لشريحة أكبر من المستفيدين، ناهيك عن توفير الكثير من النفقات المترتبة على الشحن والتخزين وشراء المواد بسعر الجملة.

من الممكن أن تقسم خطة عمل جمعيات الشراء إلى عدة نقاط:

1- الاحتياجات العينية :

تتمثل بتأمين مستودع كبير أو عدة مستودعات صغيرة تتمثل بغرف في المنازل تتوزع في الحي أو البناء ، إضافة لمواد مضادة للقوارض لضمان سلامة المواد الغذائية، وبالطبع يجب مراعاة وضع وضع أكياس السكر أو الطحين أو الأرز على قطع خشبية عازلة وعدم وضعها بشكل مباشر على الأرض.

2- الموارد المادية:

وتتثمل بجمع الاشتراكات من الأهالي المشاركين في الجمعية، والبحث عن موارد دعم قد تأتي من المغتربين أو من مؤسسات أو جمعيات خيرية داخل سوريا أو خارجها، وفي سبيل تأمين الدعم المادي لا بد من محاولة التواصل مع التنسيقيات أو الشباب الناشطين والموثوقين من قبل أحد الاهالي.

3- الأعمال الإدارية والموارد البشرية:

يقوم أحد الاهالي بالتطوع لإجراء مراجعة للسلة الغذائية المطروحة، وجمع معلومات عن المواد والسلع الأخرى اللازم تأمينها وكمياتها، إضافة للبحث عن المصادر الأرخص لشراء المواد بسعر الجملة، وتسجيل لوائح بأسماء العائلات المشاركة في الجمعية وتعداد أفرادها، والبحث عن المصادر المالية الداعمة للجمعية سواء في الداخل او الخارج، ودراسة المدة الزمنية التي ستغطي خلالها مخازن الجمعية احتياجات المشاركين.

بينما يقوم متطوع آخر بالإشراف على الحسابات وتدوينها سواء كانت عمليات شراء أو تبرعات واردة للجمعية، أو توزيع مواد للمشاركين بالجمعية.

ملاحظات هامة:

على المسؤولين عن عمليات الشراء الانتباه لعدم ابتياع منتجات التجار و الصناعيين الداعمين للنظام، و يستحسن التوجه للتجار الداعمين للثورة والحراك الشعبي واعتماد الشراء من التجار الذين التزموا بإضراب الكرامة لدعمهم اقتصادياً ومحاولة تعويض خسارتهم المادية وبذلك تكون الجمعيات الشرائية مساندة لهؤلاء التجار ومعينة لهم على الاستمرار بالتزام بالاضراب، ومن الممكن أيضاً أن يعمد المسؤولون عن الجمعيات إلى التزام نظام المقايضة لأن ذلك يساعدهم على التغلب على ارتفاع الأسعار المتزايد بشكل يومي من جهة و يقلص استعمال النقود التي يعود استعمالها بالفائدة على النظام من جهة ثانية.

————————————
نشر على صفحة أيام الحرية: الرابط

No comments yet... Be the first to leave a reply!

Leave a comment